الخميس، 1 مارس 2018

كلمة السيد / رئيس الجمهورية أمام مؤتـمـــــــــر الســفـراء الســـابـــع





         12    جمادي  الثاني   1439 هـ    الموافـق  28    فبراير  2018م

قاعة  الصداقة

بسم  الله  السميع  العليم  والحمد  لله  الذي  قدر  فهدى  والصلاة  والسلام  على  النبى  المصطفى  المبعوث  رحمة  للناس  أجمعين  وعلى  آله  ومن  دعا  بدعوته  وسار  على  نهجه   وبه  اقتدى . 

يقول  الله  تعالى  في   محكم  تنزيله  :

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا

                                                                        (الكهف الآية 10)

الأخوة  و
الأخوات  أعضاء  مؤتمر  السفراء  السابع

ضيوف  المؤتمر  الأعزاء

الحضور  الكريم

        أحييكم  تحية  من  عند  الله  مباركة  وأنتم  تشاركون  في  ختام  أعمال  مؤتمر  السفراء  السابع/  تتويجاً  لجهد  اتصل  خلال  أيام  انعقاده  المنصرمة  خلُص  من  خلالها  إلى  توصيات  نرجو  أن  تكون  قد  جاءت  على  نحو  يكفل  تطوير  الأداء  التنفيذي  لسياساتنا  الخارجية  في  شقها  الدبلوماسي/  في  ظل  التحديات  التي  تواجهها  بلادنا  على  الصعيدين  الإقليمي  والدولي/  والتي أحدثت  في  محيطنا  الإقليمي  تقلبات  متداخله  ومتلاحقة/  تتسم  بسرعة  مست  المصالح  الحيوية  لجميع  دول  المنطقة  لاسيما  تلك  التي  تجمعنا  بها  الجغرافية  السياسية  وما  تفرضه  من  تدافعات  تتجاذب  معادلة التوازن  ما  بين  المبادئ  والمصالح/  نسعى  فيها  لحفظ  مصالح  بلادنا  وفق  إطار  قيمي يتأسس  على  مرتكزات  منظورنا  السياسي  والاقتصادي  والأمني  والإجتماعي  الذي  نستهدي  به  في  تعزيز  مكانة  السودان  الإقليمية  والدولية/  كوطن  ذو  تاريخ  ضارب  في  العراقة  وراهن  ناهض    ومستقبل  واعد  ومشرق  بعون  الله  ثم  بسواعد  أبنائه ,

الحضور  الكريم

          لقد  ظل  نهج  " الإئتمار"  هو  ديدننا  لإفساح   شورى  رحبة  ولتلاقح  الأفكار  وتوحيد   الرؤى  النيرة  لمعالجة  قضايا  بلادنا  الحيوية / لبلورة  المقاصد  العليا  للدولة  والمجتمع / وكيفية  إدارة  شؤون  حياتنا  العامة/  وهكذا  نجحنا  في  مؤتمر  الحوار   الوطني  بشقيه  السياسي  والمجتمعي/  حيث  حشدنا  فيه  القوى  السياسية/  وقوى  المجتمع  الفاعلة/  فضلاً  عن  الرموز  الوطنية/  وأهل  الخبرة   والأختصاص  والدراية  والمعرفة/  الأمر  الذي  أدى  وبتوفيق  من  عند  الله  تعالى  إلى  تعاهد  أهل  السودان  على  الوثيقة  الوطنية/  وما  اتصل  بها  من  مخرجات/  كان  للسياسة  الخارجية  وما  ينبغي  أن  تكون  عليه  نصيب  وافر  من  التداول  والمعالجات  والمقاربات  والتوصيات/  ــ  توجهاً  ومواقفاً ــ وأساليب/  وآليات  عمل/  وافقنا  عليها  بل  وتوجناها  بإنشاء  المجالـــس  الرئاسية  التي  أوصت  بهـــا   مخرجات  الحوار  لمتابعة  تنفيذ  هذه  التوصيـات /  ويضمنها  المجلس  القومي  للســـياســـة  الخارجية/ والذي  تتيح  أعماله  لكل  الأجهزة  والمؤسسات  المشاركة  في  صنع  وتنفيذ  سياسة  بلادنـــا  الخارجيـــة /  توحيد  الرؤى  وإحكام  التنسيق /  وضبط  التناغــــم /  من أجل  سياسة  خارجيـــة  فعالـــة  ذات  أثر  ناجع/  في  ظل  تحديات  شاخصة  وإمكانيات  معلومـــة  وموارد  محـــدودة  تتطلب  الرشد  في  توظيفها/  لتحقيق  أعلى  مردود  فـــي  تطوير  علاقاتـــنا  مع  العالم  الخارجي .


الأخوة والأخوات

      لقد  ساهم  كثير  من  مخططي  السياسة  الخارجية  في  أجهزتنا  ومن  الدبلوماسيين  في  مختلف  مستوياتهم  في  بلورة  الرؤى  المستقبلية  لسياسية  بلادنا  تجاه  العالم  الخارجي/  دولاً/  ومنظمات/  ومجتمع  مدني/  وإضاءت  مساهمتهم  النيرة  مسارات  علاقاتنا  الثنائية  والمتعددة  مع  دول  العالم  ومنظماته/  في  ظل  تكامل   أدوار  بين  مختلف  أجهزتنا/  رفعاً  لوتيرة  التعاون  الدولي/  حتى تمكنت  هذه  الجهود  من  دفع  بلادنا  نحو  التعاطي  الإيجابي  مع  التحديات  التي  أحاطت  بعلاقاتنا  مع  أطراف  في  المجتمع  الدولي  الأمر  الذي   مهد  الطريق  للإنطـلاق  على  المستويين  الإقليمي  والدولي/   مـما  عـزز  من  جهود  تعزيز  أمننا  الوطني  وصون  سيادتنا/  وإبراز  الفرص  المتاحة  للاستثمار  في  بلادنا  مما  يهيئ  لنا  ظـــروف  أفضل  لاستكمال  البناء  لتحقيق  تطلعات  شعبنا  الأبي   في  توفير  الحياة  الكريمـة له .

الأخوة  والأخوات 

الحضور  الكريم

     إن  للدبلوماسية  السودانية  ارث  متصل  من  حسن  العطاء/  التقدير  فيه  مستحق  للرواد  الأوائل  في  العمل  الدبلوماسي/  والتحية  فيه  والإشادة لمن  لحقوا  بهم  في  تميز  الأداء  وما  تركوه  من  تراكم  معرفة  وإنجاز  ورجاجة  منهج/  لذلك  جاء  تكريم  نفر  من  ذوي   الأداء  الرفيع/  والأنجاز  اللافت  في  الخدمة  الدبلوماسية   بمثابة  شكر  وتقدير  الدولة  لأهل  العطاء  خدمة  لوطنهم  وشعبهم  في  مدافعتهم   حقوقه  الوطنية  ودفع  جهود  بلادنا  نحو  مدارج  التفاعل  الإيجابي  والبناء  على  الصعيدين  الإقليمي  والدولي/  والتهنئة  الشخصية  منى  لـمن  حظى   بالتكريم  في  هذا  المؤتمر/  ونرجو  أن  يكون  ذلك  حافزاً  للسائرين  في  نهج  العطاء  الـمتـميز   في  مجال  سياستنا  الخارجية  بجميع  آلياتها .

الحضور  الكريم

      لا شك  أن  هناك  إدراك  واسع  بأن  بلادنا  تشهد  تحولات  إيجابية  مبنية  على ما  أنجزته  في  مؤتمر  الحوار  الوطني/  مما  يستدعي  حشد  كافة   طاقات  مجتمعنا  وإمكانات  بلادنا  للانطلاق  نحو   آفاق  جديدة   نحقق  فيها  نقلة  اقتصادية  تنموية  واجتماعية  وسياسية  لدعم  حركة  البناء/  معولين  في  ذلك  على  جميع  أبناء  بلادنا  في  الداخل  والخارج/  وهنا  لا  بد  من  الإشادة  بمواطنينا  العاملين  بالخارج  الذين  يحملون  معنا  هم  الوطن/  ومن  وجدانهم  وفكرهم/   نبعث  المقولة  الحقة  (السودان  في  حدقات  العيون)  ويسهمون  تأسيساً  عليها  في  جهود  البناء  والتنمية  بإعتبارهم  شركاء  في  هذه  الجهود/  بما  يتوفر  لديهم  من  قدرات  وإمكانات  مهنية/   وعلمية/  وتجارب  عملية  نوعية/  واستعداد  متعاظم  لمضاعفة   العطاء  الأمر  الذي  يدفعنا  لأن  نوجه  بعثاتنا  الدبلوماسبة  وكل  آليات  السياسة  الخارجية  بالاستمرار  في  تقديم  الرعاية  والدعم  لهذه  الفئة  الفاعلة  من   مجتمعنا/  وتقديم  أفضل/  وأسرع/  الخدمات  والتسهيلات/  لها  تمكينا  لها  من القيام  بواجبها  المرتجى  نحو  بلادها .


الأخوة  والأخوات 

     لا شك  أن  البحث  الجاد  والمتعمق  في  قضايا  السياسة  الخارجية  لبلادنا  سيظل  حياً  ومتجدداً  في  مستوياته  الرئاسية  والتنفيذية  والتشريعية  لذلك  جاء  الإنعقاد  المتتالي  لمؤتمر  السفراء  كأحدي  حلقات  هذا  البحث  الجاد/  كما  ظلت  هذه  القضايا  حاضرة  في  كل  الجهود  التي  بذلت  والـمـؤتمرات  التي  عقدت  للبحث  عن  معالجات  متفق  عليها  لإصلاح  الحياة  العامة  في  بلادنا  سياسياً/ واقتصادياً/  فيها  في  ظل  أولوية  مطلقة  لحفظ  أمنها   وصون  سيادتها  من  كافة  المهددات  الداخلية  والخارجية/  وإن  كان  مؤتمركم  هذا  قد  تدارس  في جملة  قضاياه  وموضوعاته  بسعة  كافية  من  الشمولية/  وتمحيص  منهجي  للتفصيلات/  فإن  ذلك  يدفعنا  للتأكيد  على  أن  ما  خلص  إليه  الـمؤتمر  من  توصيات  سيجد  العناية  الكافية  لتنفيذ  مقتضياتها  من  قبل  المجلس  القومي  للسياسة  الخارجية  وذلك  وفق  موجهات  تجسد  برنامج  عمل  هذا  المجلس  /  في  مبتدر  أعماله  بمشيئة  الله  حيث  تتضمن  هذه  الموجهات  الآتي :

أولاً :  اعتماد  السياسية  الخارجية  لبلادنا  على  مرتكزات  ثلاثة  متأزرة  تظل   هادية  للأداء  الخارجي  تتمثل  في   تعزيز  الأمن  استكمال    السلام/  إنجاز  التنمية/  بإعتبار  أنها  تجسد  المقاصد  العليا  للدولة  والمجتمع  في  هذه   المرحلة  المفصلية   في  تطور  بلادنا  لبناء  قوتها  الذاتية لتلعب دورها  الإقليمي  والدولي  المرتجى   .

ثانياً : إعادة  هيكلة  آليات  العمل  المنفذة  للسياسة  الخارجية  بما  يهيئ  تناغم  أداء  هذه  الآليات  بجميع  مستوياتها  في  إطار   يكفل  حسن  توظيفها  بقيادة  دبلوماسـية   الرئاسة/  ليستهدف  إعادة  الهيكلة  تحقيق   الفاعلية  المطلوبـة  فـي  الأداء/  بتقوية  الأجهزة  والوظائف/  ولكن  في  ذات  الوقت  دون  ترهل  أو  تكدس  فـي  الكوادر/   وذلك إنفاذاً  لسياسـة  ضبط  الإنفاق  العام  الذي اعتمدنـاه فـي  سياسات  الإصلاح  الاقتصادي .

ثالثاً : إقرار  برامج  تدريبية  لرفع  القدرات  والكفاءات  المهنية  الوظيفية  بما  يتناسب ومطلوبات تنفيذ  السياسية  الخارجية  وتحسين  بيئة  الأداء  الوظيفي  فيها  وتوفير  ضرورياته لكل    آليات  العمل  الخارجي .

رابعاً : بلورة  الإجراءات   التي  تكفل  إحكام  التنسيق  وتحقيق  التناغم  المطلوب  بين  آليات  العمل  الخارجي  في  مسارات  متخصصة  وفق  أولويات  وبرامج  يحددها  المجلس  القومي  للسياسة  الخارجية .

خامساً :  إفساح  المجال  أمام  مراكز  الدراسات  الوطنية  المتخصصة/  لتقديم  مبادرات  علمية  وموضوعية  للتقويم  المستمر  لسياستنا  الخارجية/  وصولاً  للصيغ  الأمثل  لضبط  معادلة  توزان  المبادئ  والمصالح/ سواء  تجاه  الدول  أو  التكتلات  الاقتصادية  الإقليمية  والدولية  وقياس  مدى  الفوائد  المحققة  للبلاد  في  ظل  اوضاعها  الاقتصادية  من  هذه  التكتلات  وصولاً  للرشد  المطلوب  في  التعامل  معها  لاسيما  منظمة  التجارة  العالمية  والكوميسا  والإيقاد  وكذلك  لصيغة  العمل  الإقليمي  المرتقبة  لمنطقة  القرن  الإفريقي  وكيفية  جعلها  تأتي  على  نحو  نموذجي  جاذب .

سادساً :  ابتداع  منهج  عمل  فعال  لمعالجة  ديوان  السودان/  من  خلال  آلية  لها  القدرة  والتأهيل  لتحديد  حجم  هذه  الديون   على  نحو  دقيق/  وبلورة  مسارات  جهود  إعفائها  من  خلال  العلاقات  الثنائية  مع  الدول  الدائنة/  أو  في إطار  التفاوض  الجماعي  في  مؤسسات  التمويل  الدولية  وأجهزة  التعاون  الدولي/  وذلك  تأسيساً  المتغيرات  السياسية  المرتقبة  في  ضوء  التطور  الإيجابي  الذي  أفرزه  رفع  العقوبات  الاقتصادية  عن   بلادنا .

سابعاً : تعظيم  الجهد  المبذول  في  تطوير  شراكات  البلاد  التنموية  مع  الدول  الداعمة  لها  على  المستويين  العربي خاصة  المملكة  العربية  السعودية  ودولة  الإمارات  العربية  المتحدة  والكويت  وقطر  والبحرين  وسلطنة  عمان  وعلى  المستوى  الأفريقي  لاسيما  إثيوبيا  ويوغندا  وتشاد  وإفريقيا  الوسطى  ومنظومة  القرن  الإفريقي  وعلى  المستوى  الدولي  من  خلال  مجموعة  البركس  ممثلة  في    الصين  وروسيا  وتركيا  لإنفاذ  المشروعات  المتفق  عليها  وتهيئة  الأجواء  لجذب  الاستثمارات  التنموية  الخدمية  منها .

ثامناً : تفعيل  الدبلوماسية  الشعبية  وضمان  حسن  توظيفها  لتتكامل  مع  الدبلوماسية  الرسمية  في  تطوير  علاقات  البلاد  الخارجية   مع  الشعوب  الشقيقة  والصديقة  .

وختـــامـــا :

    أرجو  أن  أحي  الجهود  التي  بذلت  في  الإعداد  لهذا  المؤتمر  والإشادة  بكل  من  ساهم  في  تنظيمه  حتى  جاء  على  النحو  المطلوب  ــ   أعمالاً  وتوصيات ــ  كما  أرجو   أؤكد  مجدداً  أن  توصياته  ستجد  العناية   المطلوبة  من  المجلس  القومي  للسياسة  الخارجية  بما  يمكن  آليات  العمل  الخارجي  من  تعزيز  قدرتها  لأرتياد  آفاق  التعاون  الدولي  البناء  ثنائياً  ومتعدداً  لتحقيق  مصالح  البلاد  العليا  .

وفقكم  الله  وسدد  خطاكم  وما  التوفيق  إلا  من  عند  الله .

                                                      إنه  نعم  المولى  ونعم  النصير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق