بدأت مساء امس بالقصر الجمهوري المباحثات السودانية الأثيوبية
حيث ترأس الحانب السوداني المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، فيما ترأس الجانب الأثيوبي رئيس الوزراء الاثيوبي، دكتور ابي احمد؛ وذلك بحضور الوزراء من الجانبين .
وفيما يلي نورد نص كلمة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ف
ي جلسة المباحثات المشتركة.
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الأخ أبي أحمد علي
رئيس وزراء جمهورية أثيوبيا الفدرالية الديمقراطية الشقيقة
السيدات والسادة أعضاء الوفد الأثيوبي،
الإخوة الضيوف الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
اسمحو لي في البدء أن أعرب لكم ، أصالة عن نفسي وإنابة عن حكومة وشعب جمهورية السودان ، عن سعادتنا الغامرة بزيارتكم الكريمة والوفد المرافق لكم إلي وطنكم الثاني السودان ، هذه الزيارة التي تشكل خطوة للوقوف على مايكنه لكم أهلكم بالسودان من حب ومودة وتقدير ، نظراً للروابط التاريخية العميقة ووشائح التواصل بين شعبينا الشقيقين على مختلف المستويات الإجتماعية والثقافية والحضارية .
دولة الأخ رئيس الوزراء
الوفد الكريم
أسمحو لي كذلك أن أشكر لكم حفاوة استقبالكم لنا قبل أيام قلائل في بحر دار على ضفاف بخيرة تانا ، أهم منابع النيل الذي يجمع شعبينا ، إبان إنعقاد منتدى تانا ، والذي ناقشنا فيه قضايا قارتنا الأم بكل شفافية وحرص على وحدتها وأمنها وسلامتها ، وكانت مباحثاتنا الأخوية المشتركة على هامش المنتدي ثرة وغنية ، كما كانت دوماً مع القيادة الأثيوبية ، من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأرجو ان أنتهز هذه الفرصة لأحيي مواقف أثيوبيا تجاه قضايا السودان ومساندتها لنا ، ولا سيما الدور الذي تقوم به أثيوبيا في الوساطة مع جنوب السودان ، ومواقفها المتطابقة مع توجهات القارة لتحقيق إستقلالها الحقيقي ورفض التدخل الغربي بكافة واجهاته .
دولة الأخ رئيس الوزراء
إن السودان إذ ينظر إلي أديس أبابا باعتبارها عاصمة للقارة الأفريقية ، وما يمثل ذلك من رمزية لتوحيد القارة ، فإنه يرى في أثيوبيا دولة حديثة ، حققت نموذجاً بأهراً في التنمية والنهضة الاقتصادية وإدارة التنوع الاجتماعي والإثني تحقيقاً لوحدتها تحت قيادتها الحكيمة .
وأود أن أطمئنكم أخي رئيس الوزراء أن السودان يمضي بخطوات واثقة نحو إكمال مشروعات النهضة في كافة المجالات ، على هدي مخرجات الحوار الوطني ، التي شكلت الإطار الكلي للعملية السياسية وتحقيق الاستقرار والسلام المستدام ... كما ظل السودان يقوم بدور أيجابي في فض النزاعات في الإقليم لتحقيق السلام والإستقرار مع جميع الأطراف والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية .
دولة الأخ رئيس الوزراء
اننا نرجو أن تمثل زيارتكم للسودان تأكيداً لعمق العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين البلدين ، ويسرنا في هذا الخصوص أن نعرب لدولتكم عن رضائنا التام عن مستوى العلاقات بين البلدين ، حيث نتطلع لزيادة ومضاعفة التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات المتبادلة .. وأود أن أؤكد هنا أن الاليات القائمة وأهمها اللجنة الوزارية المشتركة ولجانها الفرعية المتمثلة في اللجان السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشتركة ، قد حققت نجاحات مقدرة في دعم وتطوير تعاوننا الثنائي ، الأمر الذي يحدونا لأن ندعو لإجتماع لجنتنا المشتركة على المستوى الرئاسي في أقرب الآجال ، وذلك من أجل زيادة تفعيل العمل المشترك لإتمام المشاريع الحيوية بين بلدينا الشقيقين ، مثل الربط بالسكك الحديدة ، والتعامل المصرفي والاسراع في تنفيذ البرامج المتفق عليها ، خاصة برنامج الربط الكهربائي بين البلدين في إطار مشاريع النيباد للإقليم ، والذي يعد باكورة مشاريع الطاقة في إطار مبادرة حوض النيل الهادفة لتعزيز التجارة العابرة للحدود والإندماج الإقليمي دون تكلفة كبيرة على البلدين ، والذي شهد بعض التأخير الذي نأمل في تلافيه .
أود هنا الإشارة إلي أهمية دور الآلية الثلاثية المشتركة التي تضم وزراء الدفاع والداخلية وأجهزة الأمن ، لتذليل العوائق الأمنية والمضي في تشكيل القوة المشتركة على الحدود ، والإسراع في إتمام عملية ترسيم الحدود بين البلدين على الأرض ، بما يضمن الحقوق وتجنبنا الخلاف في المستقبل ، ونحمد الله على أنه لا توجد بيننا أي خلافات في الخرائط والمرجعيات .
دولة الأخ رئيس الوزراء
الوفد الكريم
إن العلاقات الوطيدة بين بلدينا تلقي علينا واجباً تجاه إقليمنا في القرن الأفريقي ، الأمر الذي جعلنا نوجه الدعوة لقادته للإلتقاء في الخرطوم للتفاكر حول أنجع السبل والآليات والأجهزة التي تفعل تعاوننا الإقتصادي في الإقليم ، عبر تجمع إقتصادي يخدم إقتصاديات المنطقة ومواطنيها ، ونحن إذ نعلم صعوبة ذلك في ظل التحديات التي تكتنف المنطقة ، فإننا على ثقة في إرادتنا المستندة على ثقتنا في بعضنا كقادة ، وادراكنا لمصالح شعوب المنطقة .
وأود أ، أشير على ذات الصعيد إلي أهمية مواصلة التنسيق بيننا بشأن القضايا الإقليمية خاصة مايلي الوضع في جنوب السودان ، سواء عبر المسار الثنائي أو من خلال الإيقاد .. كما أؤكد كذلك موقف السودان الثابت فيما يلي التمسك بإعلان المباديء الخاص بسد النهضة ، وإلي أهمية اللجان الثلاثية مع الشقيقة مصر والتي نرجو أن تعبر بالتعاون في مجال الأمن المائي إلي الآفاق المرجوة ، وتجاوز العقبات التي أدت لتوقف المسار الفني للتفاوض ، وتحقيق الفوائد المشتركة ، دون أن يضار أي طرف.
دولة الأخ رئيس الوزراء
الوفد الكريم
لقد أعطت زيارتكم للسودان في هذا اليوم قوة الدفع اللازمة لمسيرة العلاقات المشتركة بين البلدين ، وأكدت أهمية وفاعلية تعاوننا المشترك في إطار جوارنا الحسن وعلاقتنا الإستراتيجية .
أجدد ترحيبي - أخي دولة الرئيس - بكم في بلدكم الثاني السودان ووفدكم المرافق متمنياً لكم إقامة طيبة وزيارة مثمرة لتعزيز أواصر الأخوة والصداقة والعلاقات التاريخية الممتدة بين بلدينا بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق