...........................
ما زال الأستاذ محمد حاتم سليمان في مرمى التناول الصحفي فمنذ أن كان في كرسي مدير التلفزيون والحملات الموجهه تصنع من كل احتجاج ثورة ومن كل قرار عادي تداعيات خطيرة...
بالأمس انتشر خبر (مخزون) حول احتجاز الاستاذ محمد حاتم في حراسة القسم الشمالي وقد جاء في ثنايا الخبر أن السبب هو قضايا مالية ....وللامعان في التضليل ترك باب التفسير مفتوحا ليذهب كل قارئ بخياله في (القضايا المالية ) وكان يمكن ان يتم التوضيح أن البلاغ يتعلق بالفترة التي قضاها بالتلفزيون ومن البديهي أن يكون غير مسؤولا عن ذلك في وجود إدارة تسلمت منه الأعباء والمسؤولية الكاملة ...ولعل هناك سؤال منطقي يبرز من
ركام الحملة الإعلامية التي خدمت خبر البلاغ وهو :لماذا كان الاجراء في هذا التوقيت ? أي بعد الاستقبال الشعبي الذي نظمه حزب المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم للرئيس بعد عودته من إثيوبيا فقد استطاع الحزب بقيادة محمد حاتم من الترتيب لهذا الحدث مما أخرجه بشكل اذهل حتى قيادات الحزب التي استسلمت لدعاوي تراجع الشعبية وتزايد السخط عليها فتركت العمل الجماهيري وأغلقت عليها مكاتبها واحكمت قفل زجاج السيارات الفارهه ...
هذا النجاح الذي شهد عليه الجميع جعل البعض يتحسس موقعه ويرى أن الرجل بات موضع ثقة في قيادة الدولة لذلك كان تحريك هذا البلاغ الغريب ثم الجاهزية الواضحة للنشر على أوسع نطاق نحو هدف واحد وهو إلحاق التشويه اللازم بصورة الرجل حتى ولو كانت الضريبة خصما من صورة الحزب في شخص المسؤول الثاني في أهم ولاية ....نعم لقد حرك محمد حاتم الساكن في بركة الحزب في ولاية تزيلت القائمة في اخر انتخابات من حيث عدد الناخبين ...لقد شهدت الخرطوم منذ أشهر ثلاثة حشود رسمت واقع جديد للحزب وقدمت صورة مغايره لحالة التكلس الذي أصابته فأصبح مدعاة للعطف والشفقة ...كان الحوار المجتمعي وتسليم وثيقته للرئيس في حشد جماهيري لم تشهد الخرطوم حدثا أجبر المراقبين على احترام الحزب للدرجة التي صرح فيها الرئيس ان هذا الحشد ذكره بأيام الإنقاذ الأولى مما يعني ضمنا رضاه عن الصورة التي امامه وانتقادا لامانات سابقة لم ير لها أثرا ... ثم كان الحشد الشبابي في الساحة الخضراء حيث تفتحت عيون قادة الحزب على مشهد لم يعتادوا رؤيته عندما تدافع الآلاف الشباب من كل صوب احتفالا بتخرجهم من الدورات التدريبية التي نظمها الحزب ...وقد كان إلى وقت قريب لا ينجح في حشد مائة شاب ناهيك عن تدريبهم ....ليأتي احتفال مطار الخرطوم ليؤكد الروح الجديدة في ولاية الخرطوم وفي ذات الوقت يرسل رسالة لم تطمئن البعض فسارعوا إلى حياكة هذه المؤامرة الخبيثة ...ولقد أصابوا الحزب قبل من يتربصوا به واهدوا المعارضين فرصة لينالوا من الحزب ...لكن ذلك ليس غريبا على المشهد العام للحزب فقد باتت الصراعات تأكل من جسده المثخن بالجراح ..ووصل إلى المواقع المتقدمة في الحكومة وفي الحزب ثلة ما وصلوا بجهد مشهود ولا بجهاد معروف ولا بحتي بفكر وفهم بل كانت القبيلة والعصبة والشلة هي الروافع والسند ...لن يكون محمد حاتم آخر الأمثلة للمخلصين فقد سبقه بروف الزبير بشير بكل علمه وسبقه وجهاده ونزاهته لم يشفع له كل ذلك فضحى به اخوان الأمس ارضاءا لبعض المفسدين ...سيكون محمد حاتم دائما في (تخته) النيران تتناوشه السواعد التي علمها الرمي نصرة للحق فلما تعلمت رمته انتصارا للباطل ....هو انسان له اخطاء في العمل العام لكننا نشهد أنه من اطهرهم وانقاهم ...ما زال بروح المجاهد في المدافعه والمنافحه ...وأن مارس معه إخوانه الخذلان المبين.
...........................
د/النذير عطا ...السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق