الأحد، 27 ديسمبر 2015

دعونا نتفاءل

أشرف إبراهيم

دعونا نتفاءل

*الشئ المؤكد ان إنفصال الجنوب قد أحدث صدمة كبيرة للسودان لعدة أسباب اهمها وأعظمها الجانب الاقتصادي حيث خرج البترول من الموازنة تماما وأصبحنا نعتمد على رسوم عبور النفط الجنوب سوداني عبر اﻷنابيب والموانئ السودان وحتى هذه عانى السودان ويعاني في تحصيلها عقب انفجار الأوضاع أمنيا في الجنوب والحرب بين مشار وسلفاكير وتذبذب الانتاج نفسه نسبة لظروف الحرب هناك وثالثة الاثافي اندلاع الحرب في المنطقتين او الجنوب الجديد وهي واحدة من مترتبات الانفصال لأن انفصال الجنوب بدولته هيأ المسرح لقطاع الشمال ليحارب منطلقا من اراض دولة الجنوب ووجد دعما من جوبا وتلقى عبرها كذلك دعما من جهات خارجية تريد هدم استقرار السودان وللأسف خاضت جوبا في هذا الوحل والمستنقع الذي يستهدف السودان وأستقراره رغم ان عدم استقرار السودان ينعكس بالضرورة على دولة الجنوب.

*قيض الله الذهب الذي استخرج بكميات غير مسبوقة من التعدين التقليدي والشركات وأحدث بعض التوازن في الاقتصاد السوداني مع استمرار العجز في الموازنة والبحث عن موارد وبدائل أخرى ليكون الذهب هبة ربانية جعلت اقتصاد السودان يلتقط انفاسه في أحلك الظروف.

*ولكن الان وكما ذكر الفريق أول أمن مهندس محمد عطا مدير جهاز الأمن لدى مخاطبته افتتاح مبنى جهاز الامن الاقتصادي فقد بدأت الصدمة تخف والاقتصاد السوداني يتعافي بمعدل نمو تجاوز ستة في المائة رغم كل المشكلات التي واجهته ولأن الجنوب نفسه واجه مشكلات فقد قل الدعم الذي كان يقدم للحركات المتمردة على حكومة السودان وجاءتها قاصمة الظهر في الخسائر الميدانية التي تلقتها من الجيش السوداني في معارك الصيفين الماضيين واخرها معركة قوز دنقو التي أنهت الوجود الفعلي لحركة العدل والمساواة ميدانيا وترتب على ذلك خلافات في وسط الجبهة الثورية ظهرت واضحة في باريس من تلاوم على عدم اسناد قوات العدل والمساواة التي تعرضت للفناء فضلا عن الخلاف حول من يرأس الجبهة الثورية وموازين القوة التي تغيرت وسط الحركات مايجعل الخيارات أمام الحركات المتمردة في الثورية قليلة او تكاد تكون محصورة فقط في توقع اتفاق سلام مع الحكومة ووضح ذلك من خلال الاشارات التي ترددت مؤخرا عن قرب توقيع اتفاق .

*هنالك أيضا نقاط ايجابية أخرى تتمثل في تحسن علاقات السودان الخارجية خصوصا مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية والامارات وضخ الاخيرة رؤوس أموال واستثمارات وودائع في الخزائن السودانية الشئ الذي سينعكس ايجابا على نمود معدلات الاقتصاد.

* من الاشارات السياسية كذلك نجاح سير  الحوار الوطني حتي الآن وقرب اكتمال حلقاته والتداول في أجندته بشفافية عالية ماساعد في إكتساب مصداقية عالية لاسيما عند السفارات الغربية ، وانضمام وانضمام الحركات المتمردة المتعددة له وتوقع لحاق اخرين به في غضون الأيام القليلة المقبلة وتحسب مجمل هذه النقاط في صالح السودان واستقراره السياسي والاقتصادي وتمكين الموازنة في العام القادم من السير بطمأنينة أذن دعونا نتفاءل وكما قيل في الأثر تفاءلوا خيرا تجدوه.


الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق