أنواء
رمضان محجوب
-----
الصيحة – الأحد 27ديسمبر 2015م
رمضان محجوب
*من المنتظر أن يجيز البرلمان موازنة العام المالي 2016، والتي تهدف إلى المحافظة على الاستقرار الاقتصادي وتحقيق معدل نمو شامل ومستدام، وتخفيض عجز الموازنة بزيادة الصادرات وإحلال الواردات.
*هذه الموزانة غير المسبوقة في اعتقادي ستواجه ببعض التحديات، والتي أعتقد أن القائمين على أمرها سيستصحبونها ومن ثم العمل على معالجتها. وهي تحديات تتطلب التعاون لمحاصرتها ومعالجة آثارها السالبة.
*أولى تلك التحديات في اعتقادي يتمثل في الحصار الاقتصادي والعقوبات الأمريكية والدول الغربية على السودان الأمر الذي يؤدى إلى استمرار تجفيف تدفقات الموارد الخارجية.
* فهذه العقوبات وذاك الحصار لم يتركا للحكومة السودانية حلاً سوى الرجوع لخيارات محلية لتجاوز الأزمة الاقتصادية فلم تلجأ الحكومة للخيارات التي لها آثار سالبة على المدى الطويل من ذلك الاستدانة من الخارج أو التمويل بالعجز، فتعاملت مع هذا الواقع بعدة خيارات..
* وثاني تلك التحديات فهي ملف الديون الخارجية المتراكمة والتي قطعاً تحد من قدرة البلاد على الانفتاح الخارجي للاستفادة من تدفقات القروض التنموية الميسرة.
* فديون السودان الخارجية والمتراكمة منذ عهد الاستقلال وحتى الآن والبالغة أكثر من 43 مليار دولار، تقف حجر عثرة أمام تقدم الاقتصاد الوطني، وتتحجج المؤسسات الدولية المالية صندوق النقد والبنك الدولي بسداد جزء من الديون كشرط لتقديم منح وقروض للبلاد..!!
*ولعل أخطر تلك التحديات هي المتغيرات الاقتصادية العالمية والإقليمية التي تؤثر على الموازنة سلباً وإيجاباً...!!
*فالاقتصاد العالمي يدلف إلى العام 2016 وهو مثخن بالجراحات، ويواجه مجموعة من التحديات التي قد تقوده إلى أزمة مال جديدة في أي منعطف، ما لم تتمكن الاقتصادات الكبرى وعلى رأسها الاقتصاد الأميركي والصيني والأوروبي والياباني من معالجة أزماتها المالية.
*ويرصد خبراء أكثر من أربعة تحديات تواجه الاقتصاد العالمي خلال العام الجديد. من بين هذه التحديات انهيار أسعار السلع الأولية وتفاقم الديون السيادية في أنحاء العالم وسط احتمالات ارتفاع معدل الفائدة إلى قرابة واحد في المائة خلال العام المقبل والتباطؤ الذي يخيم على منطقة اليورو.
*ومنذ أزمة المال في العام 2008، لم يتمكن الاقتصاد العالمي من التعافي تماماً، فالمعالجات التي تمت لإنقاذ العالم من الإفلاس لم تكن سليمة.
*فـ(عام 2015) كان عاماً صعبا بالنسبة للعديد من الاقتصادات العالمية حيث عانت البورصة الصينية من اهتزاز عنيف، كاد أن يعصف بالاقتصاد الصيني، لولا الاحتياطي الضخم الذي يملكه بنك الشعب الصيني "البنك المركزي الصيني".
*وعلى صعيد الدول العربية التي تعاني الاضطراب السياسي في مناطق واسعة منها تظل دول الخليج والسعودية والمغرب والجزائر والأردن وإلى حد ما لبنان والسودان هي الدول الوحيدة المستقرة. ولكن يلاحظ أن حتى هذه الدول المستقرة تعاني من تحديات مالية كبرى.
*بجانب تلك التحديات الرئيسية أعتقد أن هناك تحديات أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها وهي اعتماد الموازنة على رسوم عبور نفط دولة الجنوب مما يشكل مخاطر كبيرة في ظل استمرار المعارك الحربية بين أطراف النزاع في مناطق إنتاج البترول .
* أضف إلى ذلك بعض الاختلالات الأمنية ببعض الولايات المتأزمة – في بعض المناطق في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. تراكم الديون المحلية وضرورة معالجتها.
-----
الصيحة – الأحد 27ديسمبر 2015م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق